الرحلة بدأت من الإغوار لتنتهي في شوارع ومدن الضفة الغربية
كانت بداية هذا المشروع الذي جمع مسرح عشتار بالأغوار الفلسطينية في بداية شهر شباط/فبراير، عقد مسرح عشتار بالتعاون مع حملة أنقذوا الأغوار لقاءي تعارف مع 56 شاباً وشابة من بردلة، عين البيضاء، الجفتلك، كفر الديوك، طوباس وأريحا، خلال هذين اللقاءين تم قياس قدرات المشاركين وتدريبهم على بضع مهارات التمثيل البسيطة، وتقنيات التعبير باستخدام الجسد.
أجرى مسرح عشتار بعد هذين اللقاءين تجارب اداء لاختيار عشرة مشاركين تتراوح اعمارهم بين الثامنة عشر والثامنة والعشرين، تنطبق عليهم معايير معينة مثل ثقة المشاركين بأنفسهم وقدرتهم على الالتزام بجدول التدريبات والعروض.
خاض المشاركين العشر الذين تم اختيارهم مرحلتين، المرحلة الأولى: عشر ورشات تدريب مكثفة على مهارات التمثيل وتقنيات مسرح المضطهدين، اما المرحلة الثانية: فتضمنت عشر ورشات لبناء المسرحية المنبرية "محكمة". أما المواضيع التي طرحت في العمل فقد نبعت من المجموعة المشاركة، حيث تمكنت المجموعة من استحضار قصصهم الشخصية النابعة من واقعهم اليومي، ليخرجوا في النهاية بعمل منبري يتحدث عن ثلاثة مواضيع تمس جميع أفراد المجموعة وهي: التعليم، الصحة، والعمل في المستوطنات الاسرائيلية.
في منتصف الطريق واجه مسرح عشتار وحملة أنقذوا الأغوار مشكلة عدم تقبل بعض الشخصيات العامة في الأغوار لفكرة المسرح، وفكرة عمل مجموعة من الاناث والذكور معاً في اطار واحد مما أدى لانسحاب شاب وشابتان نتيجة لضغوطات المجتمع المحيط بهم، فمنهم من كانت لديه رغبة كبيرة في أن يكمل المشروع لكنهم واجهوا رفضاً قاطعاً من قبل الأهل.
انطلق فريق المسرحية بعد انهاء التدريبات الى شوارع ومدن الضفة الغربية ليفتتح العمل في قرية العوجا ويختتمه في مدينة بيت لحم، قدم العمل سبعة عشر عرضاً في كل من العوجا، أريحا، رام الله، فصايل، فرخة، جنين، نابلس، مخيم الدهيشة، جماعين، مخيم الفارعة، حوارة، نابلس وبيت لحم معظمها كانت في مساحات عامة لأكثر من 3000 مشاهد.
أجرى مسرح عشتار بعد هذين اللقاءين تجارب اداء لاختيار عشرة مشاركين تتراوح اعمارهم بين الثامنة عشر والثامنة والعشرين، تنطبق عليهم معايير معينة مثل ثقة المشاركين بأنفسهم وقدرتهم على الالتزام بجدول التدريبات والعروض.
خاض المشاركين العشر الذين تم اختيارهم مرحلتين، المرحلة الأولى: عشر ورشات تدريب مكثفة على مهارات التمثيل وتقنيات مسرح المضطهدين، اما المرحلة الثانية: فتضمنت عشر ورشات لبناء المسرحية المنبرية "محكمة". أما المواضيع التي طرحت في العمل فقد نبعت من المجموعة المشاركة، حيث تمكنت المجموعة من استحضار قصصهم الشخصية النابعة من واقعهم اليومي، ليخرجوا في النهاية بعمل منبري يتحدث عن ثلاثة مواضيع تمس جميع أفراد المجموعة وهي: التعليم، الصحة، والعمل في المستوطنات الاسرائيلية.
في منتصف الطريق واجه مسرح عشتار وحملة أنقذوا الأغوار مشكلة عدم تقبل بعض الشخصيات العامة في الأغوار لفكرة المسرح، وفكرة عمل مجموعة من الاناث والذكور معاً في اطار واحد مما أدى لانسحاب شاب وشابتان نتيجة لضغوطات المجتمع المحيط بهم، فمنهم من كانت لديه رغبة كبيرة في أن يكمل المشروع لكنهم واجهوا رفضاً قاطعاً من قبل الأهل.
انطلق فريق المسرحية بعد انهاء التدريبات الى شوارع ومدن الضفة الغربية ليفتتح العمل في قرية العوجا ويختتمه في مدينة بيت لحم، قدم العمل سبعة عشر عرضاً في كل من العوجا، أريحا، رام الله، فصايل، فرخة، جنين، نابلس، مخيم الدهيشة، جماعين، مخيم الفارعة، حوارة، نابلس وبيت لحم معظمها كانت في مساحات عامة لأكثر من 3000 مشاهد.
من الأغوار الى الأردن
قدمت المسرحية في أواسط شهر أيلول الماضي جولة من ثلاثة عروض للمسرحية في الأردن، في العاصمة الأردنية عمّان، مخيم البقعة ومنطقة الشونة الجنوبية في الأغوار الأردنية بالتعاون مع معهد تضامن النساء الأردني.
جولة العروض هذه نقلت هموم سكان الأغوار الفلسطينية إلى الأردن. فجمهور الشونة الجنوبية، ومخيم البقعة أبدى تفهمه للقضايا التي تتحدث عنها المسرحية، فهم يتعرضون للإهمال في التعليم والصحة على غرار الجانب الفلسطيني.
كان للجولة تأثير كبير على المشراكين، فقد أفصحت مخرجة العمل إيمان عون أنه: "كان لجولة الأردن تأثير إيجابي على الصعيدين الفني والمعنوي للمشاركين، حيث أنها ساهمت في شحذ طاقة المجموعة إيجابياً، وأصّلت العلاقات بين أفرادها".
جولة العروض هذه نقلت هموم سكان الأغوار الفلسطينية إلى الأردن. فجمهور الشونة الجنوبية، ومخيم البقعة أبدى تفهمه للقضايا التي تتحدث عنها المسرحية، فهم يتعرضون للإهمال في التعليم والصحة على غرار الجانب الفلسطيني.
كان للجولة تأثير كبير على المشراكين، فقد أفصحت مخرجة العمل إيمان عون أنه: "كان لجولة الأردن تأثير إيجابي على الصعيدين الفني والمعنوي للمشاركين، حيث أنها ساهمت في شحذ طاقة المجموعة إيجابياً، وأصّلت العلاقات بين أفرادها".
"جمهور العرض: "الأغوار جزء من الوطن
كما ذكرت عطاطرة في بحثها، الأثر الايجابي الذي أحدثه المشروع على الشباب المشاركين، حيث أتاح لهم فرصة كبيرة للتعبير عن آرائهم ونقل قصص الأغوار إلى شريحة من الفلسطينيين المنسلخة عن واقع الأغوار، من خلال عرض قضايا وقصص نبعت منهم على خشبة المسرح وتفاعلهم مع الجمهور في القسم الثاني للعرض. كان للمسرحية أثر على جوانب أخرى في حياة المشاركين، فالناشطين الحقوقيين منهم سمحت لهم هذه الفرصة بلقاء الجماهير ومناقشتهم، كما وأبدوا اهتمامهم بعمل عروض مسرحية أخرى تتحدث عن الأغوار الفلسطينية. تأكيداً على نتائج البحث تقول مشاعل سبيتان إحدى المشاركات في المشروع: " كانت تجربة رائعة وجديدة محملة بالمسؤولية لنقل معاناة مجتمع مليء بالمآسي، في البداية أحسست بالخوف من هذه المسؤولية ومن مدى مقدرتي على ايصال الرسالة الصحيحة، الآن استطيع ان أقول أني لدي القدرة الكاملة على إيصال الرسالة والدفاع عنها". كما أتاح المشروع لمجموعة منهم فرص عمل أخرى غير المستوطنات من خلال التزامهم مع العمل ومشاركتهم في جولة العروض. إذ يعمل 3 من اصل 6 مشاركين في المستوطنات الصهيونية و 5 من أصل 6 سبق لهم ان عملوا في المستوطنات. ومن أهم النتائج على هذا الصعيد أن ترك الجميع العمل بالمستوطنات وبدؤوا بتأسيس مشاريعهم الخاصة. |
أجرى مسرح عشتار خلال هذه الفترة بحثاً تقييمي للمشروع أعدته الباحثة هيا عطاطرة وتوصلت في نهاية تحليلها الى أن المشاركون من الأغوار الفلسطينية اكتسبوا مهارات جديدة في التمثيل وفي تقنيات مسرح المنبر، وكان للمشروع تأثيراً على الصعيد الشخصي، كما كان له أثر كبير على جماهير العرض في الضفتين الغربية والشرقية، وزاد من معرفتهم بالانتهاكات التي يمارسها الاحتلال على سكان منطقة الأغوار. تمحورت آراء واقتراحات الجمهور أغلبُها حول ملامة الوضع السياسي الذي تسبب بهذه الانتهاكات، وقد كان الجمهور في معظم الوقت يقدم حلولاً عينية للقضايا المطروحة. كما راح جزء من الجمهور يلقي اللوم على سكان الأغوار، أما قسمٌ ثالث ففضل التركيز على ما يجب فعله لحل المشاكل وعلى أهمية التضامن الحقيقي مع سكان الأغوار. استندت الباحثة في تحليلها الى أدوات بحثية تسمح لها بتقييم مدى تحقق اهداف المشروع، وهي أولاً المجموعة المشاركة بالعمل المسرحي من الشباب والشابات، حيث أجرت معهم مقابلات معمقة وتم توزيع استمارات تقييميه عليهم. أما الجمهور فاستندت الى توزيع استمارات قبل العرض تقيس معرفتهم بقضايا الأغوار ومسؤوليتهم تجاه هذه المشاكل، واستمارة اخرى بعد العرض لمعرفة آراء الجمهور بالعرض والقضايا المطروحة، وقياس مشاركتهم بالجزء التفاعلي من العرض. كما تم توزيع استمارة على جوكر العرض لقياس نوعية مشاركة وتفاعل الجمهور بالقسم الثاني. ذكرت الباحثة في التحليل عدت انجازات للمشروع من أهمها أن "ساهم العمل المسرحي في رفع وعي الجمهور بقضايا الأغوار، فبناء على الاستمارات التي تم توزيعها على الجمهور قبل العرض يظهر أن 20٪ من الجمهور لا يعتقدون أن هناك أي مشاكل تعاني منها الأغوار، بينما عجز 27٪ ممن أجابوا أن هناك مشاكل في الأغوار عن ذكر أي من هذه المشاكل. أما بالنسبة لاستمارات ما بعد العرض وعند سؤال الجمهور عن أهمية القضايا الطروحة أيّد 98.7٪ منهم أهميتها مقابل 0.8٪ الذين كانت إجاباتهم "غير متأكد"، مقابل 0.5٪ أجابوا لا ". كما أظهر التحليل أن الفجوة بين سكان الأغوار وجمهور العرض تم تجاوزها بشكل جزيء بعد العرض، إذ اظهر العديد من المشاهدين اختلاف في طريقة تفكيرهم ومعرفتهم عن الأغوار. تقول الباحثة في تقريرها "في كثير من الإجابات عن وجوب أن تكون الأغوار أولوية وطنية، أجاب 70٪ بنعم، وهناك الكثير من الإجابات التي تردد فيها أن "الأغوار جزء من هذا الوطن" وغيرها من العبارات الإيجابية تجاه الأغوار. |
...مسرح عشتار: عملنا في الأغوار لم ينتهي
المديرة الفنية لمسرح عشتار ايمان عون تؤكد على اهمية هذه المشاريع من أجل تغيير الوضع السائد وتضيف "الثقافة هي رافعة مهمة للمجتمع ستساهم في خلق حراك جديد في تلك المنطقة المهمشة، وتساند أهالي الأغوار في البقاء وإيصال همومهم وأصواته إلى المنابر الوطنية العامة ولصناع القرار".
ان مجتمع الأغوار الفلسطيني يعاني من الاضطهاد وغطرسة الاحتلال الذي يمنعه من العيش حياة كريمة. فالاحتلال الاسرائيلي يمارس وبشكل يومي جميع أنواع الاعتداءات والانتهاكات بحق سكان هذه التجمعات من مصادرة أراضي، هدم بيوت، واعتقالات، إلى التجهيل والطرد البطيء الممنهج، كل ما ذكر لا يختلف عن المعانات التي تمر بها أغلب المناطق الفلسطينية، لكن الأغوار إضافة الى كل ما سبق تعاني من عزلة رهيبة حيث يجهل العديد من الفلسطينيين ما يحدث هناك، لذلك عمل مسرح عشتار منذ العام الماضي في الأغوار أولاً من خلال مسرحية "المرياع والقرقاع" والآن في مسرحية "محكمة" أما في المستقبل القريب فمسرح عشتار يطمح لأن يكمل مشواره إلى جانب حملة إنقذوا الأغوار في العمل في هذه البقعة المهمشة التي تتآكل يوماً بعد يوماً. |